يا ليل لا تنتهي
منين اجيب احساس
نزلت للبحر
سلامتك من الآه
أعود لأغنياتنا أول مرة منذ فقدتك.
أستوعب لأول مرة حجم شجاعتك و طيبوبتك.
الآن و قد نفذت بجلدي من المحرقة نفسها التي ورِثتُ عنكِ
و التي ورثتيها عن أسلافك…
الان من بيتي الآمن ارى بوضوح حجم الأذى الذي لقيناه
أرى كيف ان تمردي لم يكن صدفه٠٠٠
تمردي ايضا ورثته عنك و أنت عن اسلافك
والدتك زرعت اول بذوره
سقتها لبنا و غضبا ما استطاعت
ثم غرستِه بي شتلة طرية غير مشتد عودها
حسبت المحرقة هي كل ما خلقنا له
الى ان ارتحلتِ فجأه،
انسحبتِ في صمت
و كأنك كنت خجلى من أن تودعينا
و قد رأيت حب الحياة انطفأ من عينيك قبل خبوتهما
و رأيتك تنزوين للصمت بمجامعنا على غير عادتك
و تحولت الضحكة العفوية لابتسامة مجاملة
رأيتك تختفين لأشهر قبل رحيلك
لكنك حملت نفسك على الحضور حين يخلو بنا المكان نحن الاثنتين
و تركتني ببضع وصايا لا زالت ترن بالقلب٠
قلبك لم يكن ليتحمل اكثر
لذلك لم لعتب عليك ولو لمرة
حسبتني رأيت عمق جروحك
لكني لم اكن قد استوعبت حجم المأساة في
أن تري فلذة كبدك
تستكين لنفس المصير٠٠٠
فأنا لم أعرف أن هناك حياة ممكنه خارج هذا التنور!
بل من سذاجتي لم أدرِ أني كنت أحترق٠٠٠
الى أن نال منك التعب و تبخرت آخر دمعاتك
و زهدت بمكانك في الدنيا٠٠
حين ذهبتِ شعرت بالدم يغلي في شراييني
و سكبت جمرا على جذور شجرتنا
و امتد غضبي و تمردي كالصقيع
و اعلنت عصرا جليديا جديدا
و أقف اليوم
امام مفترق طرق، أذكر أنك وقفت عنده مليا
لكني اخترت طريقا غير الذي اخترتِ
و أعلم أن ذلك سيسرك٠
لكني في قمه العجب
من شدة لينك و حلمك وقتها
و تمكنك من استيعاب كل من حولك
لم يفصلك الالم و لو قليلا عن احساسك بالآخرين
لم يثبط آمالك او يبتر قدرتك على الحلم
اما انا فتخمر قلبي
و سحب الغم حالت بيني و بين البشر
و أسوار من صلب فصلتني
عن عوالم الحلم
أمضيت سنين أتتبع أشلائي
أستجمع بعضي من مذكراتي
و ذاكرة الطين
أرقع في غيظ ما أتلفته النار
و حين وجدت بعض شعور
ربيته بكل ما أوتيت من إيمان
الى ان اكتملتُ
ثم ارتحلت
و أقسمت ألا أتظر للوراء أبدا مجددا٠
اليوم في مسكني الجميل
أسترجع لحن الذكرى
المخضبة بعطرك
و أراك و كأنها أول مرة
تلبسك الشجاعه وسما على صدرها
فقد اخترتِ رغم الظروف
أن تظلي رقيقة الحس
و نبذتِ اشكال التحفظ من الانسانيه
و لم تبخلي باللطف حتى عن أشرس حسادك
فما أجملك حينها
و اليوم و غدا
أذكر وصاياك
لم أفهمها في وقتها
لكني أراك الآن.
رحمك الله يا أعظم أم و جزاك عني كل خير