
“لمَ نَزعْتِ حِجابك؟
قاتَلَ الله الحرّية
و قاتَل أسْبابَك!
تُغْوينَ نِساءَنا
أَجِنَّة أمْ مَسٌّ أصابَك؟
بل إنكِ في ثُلّة الضّالين
و الكُفرُ شابَك.
اهلُ الغِواية أفسدوا دينَك
و كبيُرهم أَثَابَك
رأسُكِ المكشوفُ عارٌ
كَسَا أصْهاركِ و أنسابَك،
ارتدِعي فورًا و إلا
تَلوناَ باللّمزِ أعقابك،
رجالنا ذَووا إِربَة
إذا ماجَتْ
ناَلَكِ من السوء ما نابك.
أُغرُبي عنّا فالفؤاد غَضٌّ، فاجِرٌ،
إن طَوتِ الريحُ أثوابكِ
أُغرُبي فالبصرُ فَظٌّ
يتتبَّعُ في الخُلوَةِ مِحرابَك
أُغرُبي فالرجلُ صَبٌّ
يَدعوا إبليسَ لوْ نَأَى بِك“
على رؤوس الحريمِ
لمّا صَلبْتَ الرُّجولَة
أَبطَلتِ الشَّهْوةُ أَلقَابَك
أَسْقَطتَ قِناعَ الذُّكورَة
و شَهرْتَ للعِرْضِ أنيابَك
نسيتَ المظلومَ و الجائع
و حَشدْتَ
للشَّعرِ و النحرِ أسرابَك
جاهِليّ النزعةِ، مُتبَرِّم،
من النِّساءِ، لأنَّ
الحقّ فيهنَّ ..هَابَك.
طفلةً وُئِدتُ في جسدي
بأيدي و أعين ذئابِك
لوثةً حَسبتُنِ، أَو قيل لي
خوفًا استعذْتُ بحجابك
ما صدّ القُماشُ الأَيْديَ عنِّي
ولا التّسَتّرُ ردَعَ أتْرابَك
أعْوامًا أَراني خطيئة
أمْحونِي منَ الوُجود
أَرتَجي ثَوابَك
تَصاغَرْتُ عَسى يَصْغُرُ أَلَـمي
جُرْحي يَكبُر كلّماَ سَمعْتُ خِطابَك
زادَني الصّمْتُ غُصّة
و أحْرَقَني الجَهلُ في جَوابِك.
غَضبِي عَلى كُلً مُجرِمٍ
ساوَى امْرأَةً بِتُرابِك
و لكلِّ مُستَعْبِدٍ مُسيْطِر مُتَكبرٍ،
اِحتَسِب لِلأَكبَرِ حِسابَك
مَرْضَى نُفوسٍ كَمْ قَتَلوا
ِمنْ أُنثَى،
فَجْعٌ، ما وَددْتُ لَو صَابَك
لَمْ تسلم أُمّ أو أختٌ من غَيِّهِم
ولا عجوز ولا طفلة
و لا مَن هُم خَلفَ بَابِك.
وِزْرُ ذَنْبي أنَا حامِلَتُهُ
فانْشَغِلْ بِمَ مَلَأْتَ كِتابَك
لا يَعْنِينِي رَأيُ مَنْ سَبَقوا
كُلّ يُفْتِي عَلى شَاكِلَتِه
و خَطَئِي لَا يُفْسِدُ صَوَابَك
حَسْبِي بَارِئي يَرْقُبُني
لمْ أَسَلْ لَوْمَكَ أو عِتَابَك
قَد أَخْلَصْتُ دينِي لِرَبّي
و نَبَذْتُ آبَاءَكَ و أَرْبَابَك
فَقُلْ جَميلًا أَو امْسِكْ لِسانَك
و امْلَأْ بِالصَّمْتِ الجَميلِ قِرابَك