شهرزاد

تتالت الأيام
و حالَ بينَ شهرزادَ و الحَكْيِ حائِل
رقةُ شهريار و قلبٌ بالشّوقِ مائِل.
 
خشيةُ الرّدَى أَنْدَتْ فاهاً
أسْرَى بالّليلِ أسرارًا ما لَها نَاقِل
و كَمْ حديثًا ألْقَتهُ كَمِشكاةٍ..
عِبَرُ.. من نورِها، القمرُ مِنْها آفِلُ.
 
أسيرَةُ القَصصِ و القصرِ
أمْرُها بِيدِ ظالمٍ ليسَ لَه عاذلُ.
 
طِيبُ الحديثِ صَدَّ الحُسامَ عَن نَحْرِها
و أَلْهمَ فُؤاداً هُو بِالحُبّ جاهِلُ.
جرَى الحَديثُ سَلسَبيلا
عَلى قلبٍ آيِسٍ، منَ الودِّ قاحِلُ.
 
و إِذْ نالَ الوَجْدُ مِن
شِهْريار ما هُوَ نَائِلُ
جَائرُ الأمْسِ وَلّى..
أَبْدَلَهُ اليومَ عاشقٌ عادِلُ!
 
فيمَ تغْفو شَهرَزاد؟
ظَالِمُها أَذْعنَ اليَومَ
يَرجُو وُدّها,
و قَد زَهِدَتْ فِي مُلكٍ ما لَها مِنْهُ طَائِل
تُريدُ فَكّ رَقَبتِها
فالرّقّ و الرّدى عندَهَا
للعِشْقِ بَدَائِل
 
فَالتَزَمَتِ الصّمْتَ صَونًا لِرُوحِهِما
كِتْمانُ الودّ فيهِ شَمَائِل
إِذا مَا دارَ اللّسانُ بِالوَلَهِ
قُضِيَ الأَمْرُ بَينَهُما…
كِلَا الحَبِيبَينِ مَقتُولٌ و قَاتِلُ.

Leave a Reply

%d