أنا أعرفك.
أعرفك معرفة النور للنور،
بل معرفة الظلام للظلام.
أعرفك من قبل أن أعرف عنك.
لا أقصد الاسم و النسب و المنشأ،
لا أقصد الهويات المكتسبة،
لا اقصد شكلك او لونك.
انا اعرفك،
معرفة روح لروح.
اعرفك،
كغريب وجد ريح الوطن في غريب آخر.
أعرفك معرفة عباد الشمس لمعبوده.
أعرفك فوق التعاريف.
أعرفك و مع انه لا دليل لدي،
أوقن أنك تعرفني..
كنا يوما ما
ننتمي لشيء ما معا،
قبل ان نكون هنا..
كنا طائرين بشجرة،
او زهرتين بواد،
او نسمتين تهديان الطيور
عبر حقول القمح.
…
لا ادري فيم كنا،
لكن عيناك نافذة لوطن
ينوء بي الشوق له،
و لم اكن اعرف ان لي وطنا
ولا انتسبتُ قبلكَ لبُعد من الأبعاد.
من أين اتيت يا غريب؟
و كيف تركت وطننا و الاهل؟
و هل من سبيل للرجوع؟
ان لم يكن,
فهلا جلست بلا حراك!
ففي عينيك يا غريب،
تاريخي كله!
